back
05 / 06
bird bird

#720 ٧٢٠- إلى ماذا تشير "كلمة الله"؟

April 07, 2021
Q

د. كريج،

لدي ما أتوقع ان يكون سؤال غريب بالنسبة لك. هل هناك حجة كتابية لمفهوم أنه حينما تستخدم "كلمة الله" في الكتاب المقدس، فهي تشير إلى الكتاب المقدس نفسه؟ وأشهر الأمثلة هي أفسس ١٧:٦ وعبرانيين ١٢:٤.  لاحظ أن هذه ليست مسألة حجج مفادها أن الكتاب المقدس من عند الله أو موحى به. لسوء الحظ، هذا هو العنوان الذي تمكنت من العثور عليه في جميع المقالات للإجابة على السؤال "لماذا الكتاب المقدس هو كلمة الله".  السؤال هو لماذا يشير المصطلح المستخدم في الكتاب المقدس إلى الكتاب المقدس نفسه في سياق تلك الأمثلة وفي ضوء سياق الاستخدامات الأخرى لهذه العبارة؟

روبرت

الولايات المتحدة

Dr. Craig

Dr. craig’s response


A

لئلا يساء فهمي، روبرت، من المهم أن نكرر أن سؤالك لا يتعلق بالحجج المتعلقة بالإلهام الكتابي أو مكانة الكتاب المقدس ككلمة الله. سوف أتطرق إلى هذه الأسئلة في علم اللاهوت الفلسفي النظامي الخاص بي، والذي قمت بمعاينته في سؤال الأسبوع رقم ٧١٣.  بل إن سؤالك هو ما يتحدث عنه كاتبي الكتاب المقدس أنفسهم عندما يستخدمون عبارة "كلمة الله". هل يشير هذا التعبير في أي وقت مضى إلى الكتاب المقدس نفسه؟

من الواضح أن الإجابة على هذا السؤال لا، لأن الكتاب المقدس لم يكن موجودًا قبل اكتمال أسفاره الأخيرة! لم يكن هناك حرفيا أي كتاب مقدس يمكن الرجوع إليه. فقط بعد الانتهاء من الكتاب المقدس يمكن الرجوع إليه كالكتاب المقدس.

ومع ذلك، يشير يسوع إلى الكتاب المقدس العبري، وهو العهد القديم، على أنه كلمة الله:

أجابَهُمْ يَسوعُ: «أليس مَكتوبًا في ناموسِكُمْ: أنا قُلتُ إنَّكُمْ آلِهَةٌ؟ إنْ قالَ آلِهَةٌ لأولئكَ الّذينَ صارَتْ إليهِمْ كلِمَةُ اللهِ، ولا يُمكِنُ أنْ يُنقَضَ المَكتوبُ، فالّذي قَدَّسَهُ الآبُ وأرسَلهُ إلَى العالَمِ، أتَقولونَ لهُ: إنَّكَ تُجَدِّفُ، لأنّي قُلتُ: إنّي ابنُ اللهِ؟ (يوحنا ٣٤:١٠-٣٦)

لاحظ أن يسوع يبدأ بالسؤال، "أليست مكتوبة في ناموسكم. . . " لكنه لا يذكر الناموس، بل مزمور ٦:٨٢، ويساوي بين كلمة الله و"الكتاب المقدس".

علاوة على ذلك، اعتبر يسوع أن إنجيل الملكوت الذي بشر به هو كلمة الله. يوضح يسوع في مثل الزارع وتفسيره، "الزرع هو كلمة الله" (لوقا ١١:٨). وبالمثل، يسجل لوقا أن " وإذ كانَ الجَمعُ يَزدَحِمُ علَيهِ ليَسمَعَ كلِمَةَ اللهِ" (لوقا ١:٥).

لذلك عندما يتعلق الأمر بوعظ الرسل بعد موت يسوع وقيامته، نجد أن الرسل اعتبروا الإنجيل الذي بشروا به على أنه كلمة الله. يذكر بولس المؤمنين في تسالونيكي، " لأَنَّكُمْ لَمَّا تَلَقَّيْتُمْ مِنَّا كَلِمَةَ الْبِشَارَةِ مِنَ اللهِ، قَبِلْتُمُوهَا لَا كَأَنَّهَا كَلِمَةُ بَشَرٍ، بَلْ كَمَا هِيَ فِي الْحَقِيقَةِ: بِاعْتِبَارِهَا كَلِمَةَ اللهِ الْعَامِلَةَ أَيْضاً فِيكُمْ أَنْتُمُ الْمُؤْمِنِينَ." (١ تسالونيكي ١٣:٢؛ ٢ تيموثاوس ٩:٢). يشير السياق إلى أن أفسس ١٧:٦ وعبرانيين ١٢:٤ يشيران بالمثل إلى الإنجيل (أفسس ١٣:١؛ ١٤:٦، ١٩-٢٠؛ عبرانيين ٤:٢).

بحلول الوقت الذي كُتبت فيه رسالة تيموثاوس الأولى، كانت التقاليد المتعلقة بيسوع وربما حتى أعمال لوقا نفسها اعتبرت العهد الجديد في الكتاب المقدس. بالنسبة لكاتب رسالة تيموثاوس الأوي، الذي يأمر بمنح تكريم مضاعف لشيوخ الكنيسة المنخرطين في الوعظ والتعليم، يقدم مبررًا له، "لأن الكتاب المقدس يقول:" لا تَضَعْ كِمَامَةً عَلَى فَمِ الثَّوْرِ وَهُوَ يَدْرُسُ الْحُبُوب"، "العامل مستحق أجره" (١ تيموثاوس٥: ١٧ -١٨). أول هذه الاقتباسات للكلمات المقدسة مأخوذة من تثنية ٤:٢٥، لكن الثانية مشتقة، ليس من العهد القديم، بل من لوقا ٧:١٠! في حين قد يحاول المرء إزالة الاقتباس الثاني كملحق غير مقدس، وترك الإشارة إلى الكتاب المقدس إلى سفر التثنية ٤:٢٥ وحده، فلا يوجد سبب لإجراء مثل هذا التمييز، ولدينا أمثلة مبكرة خارج الكتاب المقدس لكلمات يسوع يجري الاستشهاد بها في الكتاب المقدس.[1] على أي حال، ما لا يمكن إنكاره هو أنه بالنسبة لكاتب رسالة تيموثاوس الأولي، فإن الاستشهاد الثاني له نفس سلطان العهد القديم. يعلق هـ. مارشال، " بالتأكيد وجد مصدر مكتوب، وهذا المصدر كان موثوقًا به."[2] يشير هذا إلى إنجيل لوقا بشكل ما. وهكذا، بحلول وقت الرسائل الرعوية، بغض النظر عن تاريخها، من المحتمل أن تكون الكنيسة الأولى قد تعاملت بالفعل مع الأناجيل الكنسية على أنها كلمات مقدسة.

أصبحت رسائل بولس في النهاية بمثابة كتاب مقدس، كما نرى في رسالة بطرس الثانية٣: ١٥ -١٦ "إِنَّ أَخَانَا الْحَبِيبَ بُولُسَ قَدْ كَتَبَ إِلَيْكُمْ أَيْضاً عَنْ هَذِهِ الأُمُورِ عَيْنِهَا، بِحَسَبِ الْحِكْمَةِ الَّتِي أَعْطَاهُ إِيَّاهَا الرَّبُّ وَمَا كَتَبَهُ فِي رِسَالَتِهِ إِلَيْكُمْ، يُوَافِقُ مَا كَتَبَهُ فِي بَاقِي رَسَائِلِهِ. وَفِي تِلْكَ الرَّسَائِلِ كُلِّهَا أُمُورٌ صَعْبَةُ الْفَهْمِ، يُحَرِّفُهَا الْجُهَّالُ وَغَيْرُ الرَّاسِخِينَ فِي الْحَقِّ، كَمَا يُحَرِّفُونَ غَيْرَهَا أَيْضاً مِنَ الْكِتَابَاتِ الْمُوْحَى بِها". يضع كاتب رسالة بطرس الثانية رسائل بولس على قدم المساواة مع أسفار العهد القديم المذكورة سابقًا في بطرس الثانية ١: ٢٠ -.٢١ كاتب رسالة بطرس الثانية لا يحاول إنشاء ما هي الاعمال الكاملة للكتاب المقدس؛ ربما كانت هناك كتابات رسولية أخرى إلى جانب كتابات بولس التي تم اعتبارها من الكتاب المقدس، ولكن تم ذكر رسالة بولس هنا لأن المرسل إليهم قد تلقوا على الأقل واحدة من رسالة بولس، والتي من الواضح أنها اعتبروها موثوقة. "إن تضمين رسائل بولس في هذه الفئة يعني بالتأكيد أنها تعتبر كتابات موحي بها ولها سلطان (كما تقول آية ١٥ في الواقع)، مرتبة جنبًا إلى جنب مع العهد القديم وربما كتب أخرى مختلفة، بما في ذلك الكتابات الرسولية الأخرى." [3]

في حين أننا لا نستطيع أن نقول كيف كان ينظر إلى الأناجيل والرسائل الرسولية في وقت مبكر في الكنائس على أنها الكتاب مقدس ذو سلطان، إلا أنه من الواضح أنها كانت تعتبر كذلك في أواخر القرن الأول. وهكذا، وللدهشة في تاريخ مبكر، كانت كتابات للعهد الجديد تُعامل على أنها كتاب مقدس على قدم المساواة مع الكتب المقدسة[4] اليهودية. هذا هو أقرب ما يمكن للمرء أن يقترب من إشارة الكتاب المقدس إلى نفسه على أنه كلمة الله.

 


[1] Epistle of Barnabas 4.14: “as it is written, ‘Many are called, but few are chosen’” (citing Matthew 22.14) and II Clement2.4: “Again another scripture says, ‘I came not to call the righteous, but sinners’” (citing Mark 2.17).

[2]  I. Howard Marshall, A Critical and Exegetical Commentary on the Pastoral Epistles, International Critical Commentary (London T. & T. Clark International, 1999), p. 616.

 

[3] Richard J. Bauckham, Jude, 2 Peter, Word Biblical Commentary 50 (Waco, Tex.: Word Books, 1983), p. 333.

 

 

 

- William Lane Craig