back
05 / 06
bird bird

#699 ٦٩٩- هل الموت حقا سيء جدا؟

March 15, 2021
Q

أستاذي العزيز
أنا كوري أحترمك كواحد من أفضل المفكرين المسيحيين. ما أود أن أسألك عنه هذه المرة، هو أنني أشعر بالفضول حيال أفكارك حول موت شيلي كاجان وادعائه للحياة الأبدية. أنا فضولي للغاية فلذلك إذا كانت حجته صحيحة، فسيتم إنكار رغبتنا في الذهاب الي السماء وسيتم رفض خوفنا من الموت.

قرأت في كتابك "مستعدون للمجاوبة" أنك شعرت بقوة تجاه الخوف من الموت. قرأت أنه كان لديك خوف هائل من فقدان وجودك إلى الأبد. لذلك أطرح عليك هذا السؤال لأنني أعتقد أنك مهتم أيضًا بهذا الموضوع. ها هي حجته. ١- الموت ليس موضوعً للخوف وليس بالضرورة أمراً سيئاً؛ بل الخلود عقوبة. أحد الموضوعات الرئيسية لهذا الكتاب هو حجة شيلي كاجان بأن الخوف من الموت أمر غير منطقي وليس موقفًا جيدًا وأنه يجب علينا مواجهته. لماذا الموت سيء؟ الموت بحد ذاته لا يضرّك ولا يجب أن يكون سببًا للخوف، فلا يمكن للموت نفسه أن يكون سيئًا لمن يقترب منه، لأنه سيء على الحي، الباقيين على قيد الحياة، ولا يمكن أن يكون أمرًا سيئًا على الشخص الذي يواجه الموت. لذلك لا يمكن أن يكون عدم وجودي شيئًا سيئًا بالنسبة لي لأن عدم الوجود نفسه لا يمكن أن يكون ضارًا لي، ولكن إذا كان الموت سيئًا، فذلك لأن الأشياء الإيجابية في حياتنا قد تم أخذها الي الأبد، ولكن بصرف النظر عن ذلك، الموت بحد ذاته ليس سيئًا على الإطلاق.

لذلك علينا أن نعترف بالموت وأن نقبله كما هو، ولا يجب أن نشعر بالخوف من الموت. وبدلاً من ذلك، فإن الحياة الأبدية هي عقوبة لأنني إذا عشت إلى الأبد، وإذا كانت حياتي سيئة، فهي عقوبة، وإذا كانت حياتي جيدة، فهي سيئة إلى حد ما لأنها تصبح مملة إذا استمرت لفترة طويلة.

على حد علمي، فإن أحد أكبر اهتمامات الوجوديين هو الخوف من الانقراض التام للوجود. في هذا الصدد، يبدو أن شيلي كاجان تحاول القضاء على خطر عدم الوجود الذي يشعر به الوجوديون بناءً على حجة أبيقور الكلاسيكية. هل تعتقد أن هذا صحيح؟ هل تعتقد أن شيلي كاجان نجح في حل الخوف من الموت الذي أصاب الوجوديين من خلال هذه الحجة؟ هل تعتقد أن حجة شيلي كاجان منطقية؟ أتساءل ما رأيك.

ملحوظه، لغتي الإنجليزية ليست جيدة إذا كنت تقرأها بصعوبة، فأنا آسف

هان
كوريا الجنوبية
 

Dr. Craig

Dr. craig’s response


A

عندما قرأت رسالتك لأول مرة، هان، اعتقدت أنك تقصد أن شيلي كاجان قد مات! أرى الآن أنك تسأل عن حجته حول الموت. نظرًا لأنني كنت أعمل في مجالات أخرى من الفلسفة، يجب أن أعترف بأنني لم أستغرق وقتًا لقراءة كتابه حول هذا الموضوع، لذا فإن إجابتي ستكون ببساطة على سؤالك كما هو مذكور. بصراحة، أجد صعوبة في تصديق أنك قد شرحت حجة كاجان بدقة، لأن الحجة التي تسردها، في رأيي، معيبة بشكل واضح.

أولاً، خذ الادعاء بأنه لا يجب أن نخشى الموت لأن الموت لا يمكن أن يؤذينا. يبدو أن هذا الادعاء يجسد الموت الي "شيء" ويؤكد أن هذا الشيء لا يمكن أن يؤذينا إذا كنا متوفين. لكن لا يوجد "شيء" مثل الموت. ما نخشاه بحق هو أن نموت. نحن نخاف أن نموت بحق لأننا بالموت نفقد كل شيء، حتى أنفسنا. من الخطأ أن نتخيل شخص ما بعد وفاته والقول إن الموت لا يمكن أن يؤذيه لأنه غير موجود. لا نخشى أنه بعد أن نتوقف عن الوجود، قد نتضرر بطريقة ما من الموت. بل ما نخشاه هو الزوال عن الوجود! أي شخص موجود يفقد كل شيء إذا لم يعد موجودًا ولذلك يخشى الموت بحق. لذا فإن الشخص الذي يقترب من الموت أو يواجه الموت لا يزال شخصًا موجودًا لديه كل شيء ليخسره بالموت ولذلك هو خائف بحق. (أنا أتحدث بالطبع من منظور إلحادي.)
ثانيًا، انظر في الادعاء بأن الحياة الأبدية ستكون مروعة. هذا صحيح تمامًا من منظور كاجان الإلحادي. لا يوجد صلاح محدود يمكن أن يرضي الإنسان إلى الأبد. قال أحدهم إنه حتى شكسبير، حتى بيتهوفن، سيصبح متخمًا بعد فترة. لا، لإشباع شوقنا اللامتناهي يجب أن يكون لدينا صلاح غير محدود، صلاح لا ينضب، يمكن الاستمتاع به إلى الأبد. هذا هو بالضبط سبب اعتقاد مفكرين مثل القديس أوغسطينوس أن نهاية الإنسان تكمن في معرفة الله. الإيمان بالله يعطي الإنسان الأمل.  لذلك ما زلت بقوة أقيد الوجوديين. أشخاص مثل كاجان يريدون مواجهة الموقف بشكل متفائل.
 
 وليم لين كريج
 
 

- William Lane Craig